كانت أثيوبيا ضلعا اساسيا في تأسيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم مع مصر والسودان وتوسم جيل الستينيات من نجوم القارة في المنتخب الإثيوبي خيرا بعد حصادهم لبطولة كأس الأمم الأفريقية 1962 لكن سرعان ما خفت البريق ثم انطفأ بعد ذلك لتغيب شمس أثيوبيا التي لم تتأهل قط لكأس العالم فترة طويلة عن السطوع في سماء كأس الأمم الأفريقية لتدخل في عام 2013 تحديا جديدا لإثبات قدرتها التي تأثرت بالغياب عن المحافل الدولية الكبرى وذلك من خلال كأس الأمم التي ستقام الشهر الحالي في جنوب أفريقيا حيث وقع منتخب الأسود السوداء كما يحب أن يطلق عليه في مجموعة صعبة ضمت كل من نيجيريا وبوركينا فاسو وزامبيا حامل اللقب.
نقطة الإنطلاق
كانت إثيوبيا من الدول القليلة التي خاضت المنافسات الأولى لكأس الأمم الأفريقية في السودان التي أقيمت عام 1957 حيث تلقت هزيمة قاسية من المنتخب المصري برباعية نظيفة لتخرج من البطولة ويفوز الفراعنة باللقب الأول للبطولة الوليدة في نسختها الأولى.
وكانت إثيوبيا في الموعد في النسخة الثانية التي استضافتها مصر 1959 ومنيت بنفس النتيجة من الفراعنة برباعية نظيفة وخرجت من البطولة.
وأنتزعت إثيوبيا البطولة الوحيدة على أرضها عام 1962 حيث وجاهت تونس وهزمتها بأربعة أهداف لهدف وواجهت مصر في المباراة النهائية وفازت عليها أيضا بأربعة أهداف لهدف.
ونالت إثيوبيا المركز الرابع في نسخة 1963 التي احتضنتها غانا حيث خسرت من الدولة المستضيفة في الدور الأول بهدفين نظيفين ثم فازت على تونس بأربعة أهداف لهدفين ولعب على مباراة تحديد المركز الثالث أمام مصر وخسرت من الفراعنة بثلاثية نظيفة.
هبط مستوى إثيوبيا بعد ذلك وشارك في نسخة تونس عام 1965 حيث خسرت من الدولة المستضفة برباعية نظيفة ثم تلقت هزيمة قاسية من السنغال بخمسة أهداف لهدف لتخرج من البطولة خالية الوفاض.
واستضافت إثيوبيا نسخة البطولة عام 1968 حيث تأهلت من الدور الأول بعد صراع في المجموعة التي ضمتها هي وساحل العاج والجزائر وأوغندا لكنها تخرج من الدور نصف النهائي أمام الكونغو الديموقراطية بعد هزيمتها بثلاثة أهداف لهدفين لتلعب على مباراة تحديد المركز الثالث وتخسر أمام ساحل العاج بهدف نظيف.
وخرجت إثيوبيا من الدور الأول في بطولة 1970 التي نظمتها السودان فوقعت في مجموعة ضمت الدولة المستضيفة والكاميرون وساحل العاج لتخرج مستسلمة من البطولة.
أنتظرت إثيوبيا ست سنوات لتشارك في بطولة 1976 التي أقيمت على أرضها ولم تستثمر ذلك وخرجت من الدور الأول بعد وقوعها في مجموعة بها مصر وأوغندا وغينيا.
وقضت إثيوبيا ست سنوات أخرى بعيدة عن المسابقة الأعرق في القارة السمراء لتشارك في بطولة1982 المقامة في ليبيا لتخرج من الدور الاول بعد وقوعها في مجموعة شديدة الصعوبة ضمت زامبيا والجزائر ونيجيريا.
وبعد 30 عاما من الغياب استطاعت إثيوبيا التأهل لكأس الأمم الأفريقية 2013 المقامة في جنوب أفريقيا لتتأهل على حساب السودان حيث فاز صقور الجديان في الخرطوم بخمسة أهداف لثلاثة وخسرت في إثيوبيا بهدفين نظيفين ليتاهل الأسود السوداء وفقا لقاعدة الهدف خارج الأرض بهدفين.
بيشو يروض الأسود و يعد فينجر
استعاد الأسود السوادء بعضا من قوته بتولي سيونت بيشو المدير الفني الحالي لإثيوبيا مقاليد الأمور في 2011 ونجح في البحث عن عدد من اللاعبين المميزين في بلاده من أجل تكوين فريق قادر على استعادة سمعة الكرة الإثيوبية المسلوبة منذ أكثر من أربعين عاما غابت فيها عن الإنجازات الكبيرة التي أشتهرت بها في ستينيات القرن الماضي خاصة أنه كاد يفقد الأمل في تأهل فريقه أمام السودان بعد أن فازت عليه بخمسة أهداف لثلاثة في الخرطوم.
ويتحمل بيشو مهمة البحث عن طريقة لإظهار بريق المنتخب الإثيوبي في جنوب أفريقيا خاصة بعد المزحة التي أطلقها أرسين فينجر المدير الفني الحالي لآرسنال الإنجليزي بأنه تحدى أن يعرف أحد خمسة لاعبين من المنتخب الإثيوبي وهو ما أيده المدير الفني بيشو في تعقيبه على مزحة فينجر ولكنه تعهد بان يظهر المنتخب الإثيوبي بشكل لائق في البطولة الأبرز في القارة الأفريقية ويعوض سنوات الغياب.
سعيد يشق طريق لنيل الحبشة في الوادي
يعد صلاح الدين سعيد اللاعب الأبرز في صفوف المنتخب الإثيوبي والمحترف في الدوري المصري بنادي وادي دجلة حيث شارك اللاعب مع منتخب بلاده في التصفيات الأفريقية المؤهلة لنهائيات كأس العالم التي تدور فعالياتها حاليا وأظهر الكثير من المهارات المميزة كذلك خاض مع منتخب بلاده عدد من المباريات في التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس الأمم ويعول عليه بيشو المدير الفني للأسود السوداء في شق طريق الفريق في دفاعات المنافسين خلال المنافسات.
وبجانب سعيد صلاح الدين يوجد أوماند أوكري الذي يلعب في نادي سان جورج الإثيوبي كذلك يوسف صالح لاعب وسط سيرينسكا السويدي وأيضا فؤاد إبراهيم مهاجم مينيسوتا ستارز الأمريكي ويوجد بقائمة المنتخب الإثيوبي 20 لاعبا يشتركون في الدوري المحلي الإثيوبي مقابل ثلاثة محترفين فقط خارج الحبشة.